أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

شاهد أيضا
قطعة الكعكة في منقار الغراب
مرور الثعلب الجائع بالقرب من الغراب
قطعة الكعكة في فم الثعلب أخيرًا 

قصة الغراب والثعلب
قصة الغراب والثعلب

قطعة الكعكة في منقار الغراب

في يوم من الأيام كانت الشمس مشمسة وكان هناك غراب جائع يطير في أرجاء الغابة باحثًا عن رزقه،وبينما هو يطير في الغابة من مكان لآخر فوجد قطعة كعكة مُلقاة على الأرض فإنشرح صدره وإندهش وسُرّ كثيرًا؛ لذلك قال في نفسه: يا لها من قطعة كعك كبيرة بيضاء إنه يوم جميل! يبدو أن هذه الكعكة لذيذة وشهية جدًا، سآكلها وأشبع.
حمل الغراب قطعة الكعكة في منقاره وطار بها بعيدًا في الغابة لكي لا يراه بقية الطيور والحيوانات،ذهب الغراب بعيدا وتوغل في أعماق الغابة لكي لا يراه أحد، حتى وصل إلى مكان مرتفع وشاهق وحط على غصن شجرة عالية هي التي تظهر الكبيرة بين الأشجار ومليئة بالأغصان في إحدى المناطق الجميلة في الغابة.

مرور الثعلب الجائع بالقرب من الغراب

في أثناء وقوف الغراب على غصن الشجرة العالية،وهو مسرور بما وجده من الكعك، كان هناك ثعلب ماكر يحوم في الأرجاء ليصطاد أي شيء يأكله وهو يشعر بالجوع الشديد ويبحث عن شيء حتى يسدّ به جوعه ورمقه، رأى الثعلب الغراب من بعيد على غصن الشجرة وفي فمه قطعة الكعكة البيضاء،حينها بدأ يفكر فقرّر أن يُعمل الحيلة كي يأخذها من فم الغراب، فهو يعرف أنّ الغراب ليس غبيًّا كي يطير نحوه ولن يطير حتى لو طلب منه.
مرّ الثعلبٌ بالقرب من الشجرة التي يحط أعلاها الغراب ونادى عليه: أيّها الغراب، ها أنا صديقك الثعلب، ألا تراني؟ إنّني في الأسفل، أيّها الغراب ألا تسمعني هل تراني؟ نظر الغراب إلى الأسفل في دهشة ووجد الثعلب يُنادي عليه ويلوح له، فردّ عليه الغراب قائلًا: نعم أنا أسمعك، ما الأمر، هل حدث خطب ما؟ ردّ الثعلب عليه: لا،أنا بخير كل شيء جيد وكل الأمور بخير ولكنّني في أثناء طريقي سمعت أن كل الحيوانات تتكلم عنك وتثني عليك.
سأله الغراب مُتعجّبًا: ماذا سمعتهم يقولون؟ ردّ الثعلب عليه قائلًا: إنّهم يذكرونك بالخير ويُثنون عليك، يقولون إنّك صاحب صوت جميل ورائع، وتستطيع الغناء في كل المناسبات وفي كل الأوضاع حتى وأنت واقف على غصن الشجرة بصوت مرتفع وجميل، أُعجب الغراب بكلام الثعلب وإنفرجت أساريره؛ أي شعر بالسعادة، فراح ينظر إلى الثعلب مُفتخرًا ومُعجبًا بكلامه.

قطعة الكعكة في فم الثعلب أخيرًا 

طلب الثعلب من الغراب أن يقوم بالغناء ويسمعه القليل من صوته ويُغنّي له، فوافق الغراب على طلب الثعلب، ثم بدأ يُفكر ماذا سيُغنّي له وأي أغنية سيختارها له، وما إن قرّر الغراب الغناء حتى سقطت قطعة الكعكة البيضاء من فمه نحو الأسفل وهَوَت في فم الثعلب، وانشغل الغراب في الغناء ثم تفاجأ بسقوط الكعكة من فمه.
نظر الغُراب في دهشة وفي حسرة إلى الأسفل فرأى الثعلب المكّار يضحك عليه وفرّ بقطعة الكعكة بعيدًا وإلتهمها، وإستلذّ بها على نظر الغراب وهو سعيد بما فعل، حينها علم الغراب بخدعة الثعلب فبكى حزنًا على ضياع قطعة الكعكة منه وبات جائعًا، وبدلًا من أن يُغنّي طربًا وفرحًا غنّى حزنًا وحسرة.

العبرة من القصة أنّ الغراب يُعلّمنا ألّا نثق بالآخرين، وأن نُحافظ على جهدنا ولا نُعطيه لأحد لا يستحقّه أبداً.
تعليقات