الصياد يتجول ويتمتع بالمناظر في الغابة
إختباء الصياد خلف شجرة كبيرة في الغابة
ردة فعل الحمامة وصديقاتها
قصة الصياد والحمامة |
الصياد يتجول ويتمتع بالمناظر في الغابة
في إحدى الأيام كان هناك صياد يتجوّل ويتمتع بالمناظر في الغابة بمتعة وهو يحمل معه شِباك الصيد وعدة أطعمة التي يستخدمها في صيد الطيور المتنوعة، فكل يوم يخرج هذا الصياد كعادته في الصباح الباكر إلى الغابة التي كانت قريبة منه، وفور وصوله يضع ويجهز شباكه وينثر حولها فتات الخبز والحبوب وبعض القطاني التي كانت تحبها الطيور،ثم يعود عدة خطوات ويختبئ، وينتظر قدوم الطيور المختلفة أنواعها من الحَمام والعصافير والإوز والبط؛ويبقى مختبئ في مكانه كي يصيدها ويأخذها معه للمنزل لكن الطيور رؤيتها أكثر من الإنسان لذلك هو يختبئ لكي تحس الطيور أن المكان آمن.
وفي نهاية اليوم يغادر الصيّاد الغابة سعيدًا ومسروراً وفي جعبته الكثير من الطيور المتنوعة التي يصيدها.
إختباء الصياد خلف شجرة كبيرة في الغابة
وفي أحد الأيام، وبينما كان الصيّاد ذاهبًا كعادته إلى الغابة لصيد الطيور، فإذا به في طريقه يشاهد سربًا كبيراً من الحمام، فبدأ الصياد يفكّر في طريقة يصيد السرب بها، فقام بإحضار شبكته ونصبها بالقرب من مكان تواجده،وضع القليل من الماء في حفرة في الأرض لأن الماء تنعكس أشعته مع الشمس لكي يلفت إنتباه الطيور التي كانت تمر أمامه في الجو بأسراب كبيرة، ونثر حول حفرة الماء الكثير من الحبوب وفتات بعض الخبز وبعض العدس الذي يحبه الحمام كثيراً، وقام بالإختباء خلف شجرة كبيرة وهو ينتظر وقوع سرب الحمام في فخ الشبكة الذي أعدّه لهم.
وهذا ما حصل بالفعل، فلم يمضِ وقتًا طويلاً حتى جاء سرب الحمام وحطّ على فخ الشبكة المليئة بالطعام والحبوب، وأخذت الحمامات تأكل بشهيّة وشغف وفي أثناء تناول الحمامات للحبوب، تفاجأت بأنّ أقدامهن قد عَلقت بشباك الصيّاد التي لم تكن ظاهرة لهن في البداية، فلم تستطيع الحمامات الهروب أو الحركة.
ففرح الصياد الذي كان يراقب المشهد من بعيد وراء الشجرة التي كان يختبئ من ورائها،لقد كان الصياد مسرور بهذا الصّيد الثمين ففرح فرحًا شديدًا وأما الحمامات فقد كنَّ في هذه الأثناء يقاومن ويحاولن تخليص أنفسهن من شباك الصياد ولكن دون فائدة إذ إن أقدامهن كانت عالقة كلها بالشباك، ويحتجن إلى مدةٍ طويلةٍ ووقتٍ طويل كافٍ كي يستطعن تخليص أنفسهن من فخ شبكة الصيّاد.
ردة فعل الحمامة وصديقاتها
وفجأة خطرت فكرة ذكية ورائعة لإحدى الحمامات العالقة في الشباك، التي أشارت إلى صديقاتها، أنه إن أردن تخليص أنفسهن من فخ شبكة الصياد، فإن عليهن أن يطرن مرّة واحدة، ويحملن شباك الصّياد معهن إلى أعلى، ويذهبن إلى مكان آمن وبعيد عن أعين الصيّاد، فأُعجبت الحمامات بهذا الرأي السّديد، وهذا ما حدث فعلًا.
إذ نفذت الحمامات كل كلام الحمامة الذكية الحكيمة، وطِرن جميعًا مرّة واحدة مع الشبكة، وحلقن في السماء عاليًا في منظرٍ مذهل وغير مألوف، وعندما شاهدت جميع حيوانات الغابة ما فعلته الحمامات،إندهشو وأعجبوا بشجاعتهن وتعاونهن مع بعضهن البعض للتخلص من هذا المأزق.
وبعد أن حلق وإبتعد سرب الحمام عن مكان وجود الصيّاد، هبطن في مكانٍ آمنٍ وخالٍ من أي شخص أو حيوان مفترس، وبدأن بتخليص أنفسهن من شباك الصيّاد واحدة تلو الأخرى، فكانت كل حمامة تخلّص نفسها من شباك الصياد تعود لمساعدة أخواتها الحمامات، وهكذا إلى أن تم تخليصهن.
فتمكنت الحمامات بفضل مقاومتهم وجهدهن وتعاونهن وتماسكهنّ من النجاة من قبضة الصياد ومكره وشرّه، فشعرت جميع الحمامات بالفرح والسعادة الغامرة.
وفي الختام تعد قصة الصياد والحمامة واحدة من أروع وأجمل قصص الأطفال القصيرة، التي تعلمنا قيمة العمل الجماعي والتعاون والإتحاد، نستطيع التغلّب على جميع الظروف والمصاعب، ونستطيع تخليص أنفسنا من أي أذى أو شرور أو عوائق تقف بطريقنا، والشخص يجب أن لا يكون أنانيًا ويفكر بنفسه فقط ولكن عليه أن يفكّر بغيره أيضًا ويكون يحب الخيار للجميع.